كلمة رئيس مجلس النواب خلال حفل افتتاح فندق اللؤلؤة في مدينة درنة

درنة : الاثنين 14 أكتوبر 2024م
نص الكلمة..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يفتتح بحمده كل رسالة ومقالة والصلاة والسلام على المصطفى صاحب النبوة والرسالة
السيد / رئيس مجلس الأعلى للقضاء
السيد / رئيس الوزراء
السادة / النواب
السادة/ نواب رئيس الوزراء والوزراء
السادة الحضور
يقصد بالتنمية التدخل المقصود لتحقيق النمو بصورة سريعة في حدود فترة زمنية محددة وعملية شاملة متكاملة تتضمن كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والبشرية، الهدف منها هو تحقيق سعادة الإنسان التي هي تضحية وعطاء وقناعة وشعور بالرضا فالإنسان هو الهدف الذي توجه التنمية من أجله.
إن تظافر العناصر الاقتصادية والاجتماعية لا يكفي لتحقيق التنمية الشاملة إلا إذا كان المجتمع نفسه متمتعًا بالحساسية الأخلاقية النابعة من أداء الواجب ومراعاة الضمير والبعد عن السلبيات التي تنخر في عملية التنمية كالوصولية والرشوة وعدم تقدير المسؤولية، فهذه السلبيات لا يمكن أن تتحقق معها تنمية المجتمع مهما توافرت العناصر الاقتصادية والاجتماعية.
إن الإنسان أيها السادة، هو صانع التنمية ومحركها والمستفيد منها يجب الإهتمام به ومشاركته في العملية التنموية لدفع عجلة التقدم وإقناع المواطنين بجدواها، فالمواطن هو موجه التنمية ووسيلتها ونماؤها.
وفي هذه المناسبة أدعو المواطنين للوقوف دعما لعملية التنمية وإعادة الإعمار والاستقرار.
أيها السادة والسيدات،،
إذا كان علماء الاقتصاد يركزون في عملية التنمية على الاقتصاد والتكنولوجيا، فإن علماء الاجتماع يرون أن أساس العملية التنموية تنبع من العنصر الإنساني ويشاركهم في ذلك رجال الدين الذين يرون أن التنمية الاجتماعية يجب أن تهتم أولاً بالمحافظة على كرامة الإنسان، واعتباره خليفة الله في الارض، ومن هنا لابد للتنمية أن تقوم على أساس المشاركة والشورى وهذا ما تقوم به إدارة صندوق التنمية والإعمار الذي يديره المهندس بالقاسم خليفة حفتر الذي يوفر فرص العمل والتدريب والإيفاد للتعليم في الخارج والإستعانة بالخبراء والمخططين وإسهام الجميع، إسهاما إيجابيا في دفع عجلة التقدم، وإقناع المواطنين بجدوى المشروعات وفائدتها ومن ثم إحتضانهم لها وحرصهم على نجاحها.
السادة والسيدات،،
هذه الإنجازات التي تشاهدونها ومنها هذا الفندق تم تنفيذها في مدة لا تتجاوز 8 أشهر بعد كارثة فيضان دانيال التي أصابت مدينة درنة ومدن وقرى ليبية أخرى، تعلمنا من إعصار دانيال وما تسبب فيه من كارثة أضرت بالبشر والحجر، لكن قضاء الله فوق كل قضاء، وليس لإرادته من دافع ولا مفر وما علينا إلا الإنقياد والتسليم بإرادة الله سبحانه وتعالى، فقدنا أقارب وأصدقاء أعزاء في لحظات حدث عظيم الأثر في قلوبنا ونفوسنا يتطلب الإقتراب من بعضنا البعض وإعمار التفكير في مستقبل أبنائنا وبلادنا ونضمد جراحنا والتخفيف من أحزاننا والسير قدما في حياة هادئة وتقارب اخوي للنهوض ببلادنا وذلك دعانا إلى وضع رؤية للتنمية المستدامة، وإعادة الإعمار وحقق صندوق التنمية والاعمار، نجاحات كبيرة لإنشاء المدارس والمستشفيات، وتجهيزها بأحدث المعدات والمدن الرياضية وصيانة الجامعات وإقامة الجسور والطرق وتوصيل الكهرباء والمياه لكل المدن والقرى كما ترون في درنة وغيرها.
السادة والسيدات،،
درنة التي تضم رفات أكثر من سبعين صحابيا ، بلد الثقافة والمعرفة والتعايش المجتمعي ، درنة الساحلية الجبلية من أجمل المنتجعات السياحية الطبيعية في العالم، عادت زاهرة آمنة مستقرة بفضل أهلها وحكومتهم الليبية وتنفيذ صندوق التنمية والإعمار وبحماية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، درنة عندما زارها الشاعر رفيق المهدوي، قال : ” قلت لما رأيت درنة ما هذه تبارك أحسن الخالقين.. هذه درنة كل ما فيها سرور لاعين الناظرين”.
السادة والسيدات،،
هذه النهضة العمرانية التي لم تشهدها ليبيا من قبل، تتطلب منا منع الذين يقومون بالبناء والحفر ووضع الأشياء في الطرقات بالمخالفة للقانون والنظام وعدم التساهل معهم في هذا الأمر والامتناع عن احتجاز الطرقات للمصالح الخاصة وإلقاء القمامة غير مبالين بمضار الناس، ذلك ما حرمه الله ورسوله، قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)، حافظوا أيها السادة على مدينتكم الجميلة لتزداد جمالا على جمالها.
السادة والسيدات،،
ما أنسى ولن أنسى، أن أتوجه بالشكر والتقدير لحكومة الدكتور أسامة حماد الحكومة الشرعية المنبثقة من مجلس النواب على ما تقوم به من خدمات اجتماعية للمواطنين، ما يكفل حق الحياة الكريمة وحق التعليم والعلاج وفتح أبواب العمل وتيسير أسباب الرزق لأفراد المجتمع في ظروف يعرفها كل مواطن، ان الله سائل كل راعي عما استرعاه.
السادة والسيدات،،
إذا ما قيست قيمة الرجال، بجليل أعمالهم فإن بالقاسم خليفة حفتر خير من عرفناهم مثالا للصدق والنشاط وأداء الواجب مهتما بأمور الناس بشوشا في وجه الضعفاء والفقراء والمحتاجين، أيها الاخوة تمدحه الأفواه بالخير والتقدير والرضا والنجاح محققا بكل صبر وكل سعة صدر لوطنه في هذه المرحلة الصعبة وفيما مدة لا تزيد عن عدة شهور تنمية عظيمة، هنيئا لمن خلد الله له في قلوب الناس الذكر الجميل، والثناء بحسن صنيعه.
تحية لكل العاملين بصندوق التنمية والاعمار ولكل الشركات على تنفيذ الاعمال في الزمن المحدد وطبقا لأصول الصنعة.
عاشت ليبيا حرة أبية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهد أيضاً

رئيس ديوان مجلس النواب يُشارك في اجتماع جمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية

جنيف: الخميس 18 أكتوبر 2024م شارك السيد رئيس ديوان مجلس النواب الأستاذ ” عبدالله المصري …