تونس : الثلاثاء 26 سبتمبر 2017م
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السيد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور غسان سلامة
السادة ممثلوا اللجنة الرباعية
السادة السفراء
الضيوف الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إسمحوا لي في البداية أن أحيي لجنة الحوار السابقة على كل الجهود التي بذلوها ونحن اليوم نكمل العمل الذي قمتم به.
ننطلق اليوم هنا من تونس في أعمال تعديل الإتفاق السياسي الليبي الذي وقع في مدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر 2015 بعد ان كانت البداية في برازافيل في قلب افريقيا ، هذا الاتفاق السياسي الذي تعثر كثيراً الأمر الذي زاد من تفاقم الأزمة السياسية و الإقتصادية في البلاد وزادت معه معاناة المواطن واحتياجه لأبسط الأمور الضرورية ، وأصبح لزاماً تعديله للإتجاه به نحو إستعادة بناء هياكل الدولة .
أيها السادة: نحن اليوم امام مسؤولية تاريخية و اجتماعية واخلاقية امام شعبنا الصابر الكريم ، فاما ان نكون في مستوى هذه المسؤولية ونتجه بالاتفاق السياسي الى اتجاه الدولة التي تحتضن الجميع ونعمل معا من اجل ذلك بدون حسابات سياسية و جهوية وفكرية ضيقة او ان نظل في دائرة المماحكات السياسية و الشخصية و الجهوية حتى نجد انفسنا يوما نبكي على وطنا مزقناه بايدينا
أيها السادة : ما سنقوم به اليوم لابد وأن يهدف الى إستعادة بناء الدولة وهذا يتطلب أربعة ركائز أو أعمدة رئيسية حتى يقام هذا البناء .
أولاً: هياكل قوية قادرة على مواجهة القضايا الحقيقية والأزمات التي تعصف بالبلاد ، فبكل تأكيد لايمكن لأي إتفاق سياسي أن يضع حل لكل المشاكل التي نواجهها ولكن وجود الهياكل التنفيذية الصحيحية سوف تعمل على ذلك .
ثانياً: لايمكن أن تقام دولة بدون جيش وطني ومؤسسة أمنية تبسط سيطرتها على كل شبراً منها ، فمشكلة ليبيا تبدأ بانتشار السلاح و التشكيلات المسلحة و المليشات ولن تنتهي إلا بمعالجتهما.
ثالثاً: مصالحة سياسية شاملة تستند على مشروع الدولة المدنية و التداول السلمي على السلطة وأن ليبيا للجميع وبالجميع
رابعاً: دستور دائم للبلاد يعطي إشارة الانطلاق للتنافس الشريف على السلطة من خلال تقديم خطط وبرامج تنمية تزدهر بها كل ربوع ليبيا.
أيها السادة: نحن اليوم أمام الركيزة الأولى وهى بناء الهياكل القوية والتي تعتبر حجر الأساس لإقامة باقي الركائز ، فتعديل الإتفاق السياسي وبناء هياكل قوية بعيدة عن الأشخاص و الحسابات الجهوية و الفكرية سينعكس ايجاباً على باقي الركائز وكل القضايا، فوجود مجلس رئاسي يلعب دور الأب قادر على اتخاذ القرار يرعى مصالح البلاد ويحافظ على وحدتها و وجود حكومة فعالة توحد مؤسسات الدولة وتهتم بقضايا المواطن يشترك فيها الجميع و وجود جيش وطنى و مؤسسة أمنية يبسطا سيطرتهما على البلاد ويحتكرا السلاح وحفظ الامن و وجود مجلس نواب يشرع ويراقب و وجود مجلس دولة يشمل الجميع يساعد الحكومة .
سوف يكون بداية المشوار الحقيقية لبناء مشروع الدولة و العبور للمرحلة الدائمة و الحفاظ على سيادة البلاد ومنع التدخل الخارجي .
أيها السادة : ندرك تماما أن مهمتنا صعبة و مصيرية وتحتاج الى رجال من نوع خاص ، لذا فانني ادعو كل زملائنا واخوتنا ونحن بالتحلي بالمسوؤلية و الشجاعة وترك كل الحسابات الخاصة و الجهوية و الفكرية وغيرها والنظر فقط الى اننا امام وطن ام ان يكون أو لا يكون ….
ايها السادة : في الختام اتقدم بالشكر لجمهورية تونس شعباً ورئيساً و حكومة على احتضان اخوتهم الليبين خلال كل هذه الفترة وهذا ليس بغريب عنهم ، كما أود ان أحيي السيد مبعوث الأمين العام على جهوده وكامل اعضاء البعثة .
ولكم التحية انتم على حضوركم واهتمامكم بالقضية الليبية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظ الله ليبيا”.