كلمة فخامة رئيس مجلس النواب بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة السابع عشر من فبراير

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ايها الشعب الليبي العظيم

نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة لثورة الشعب التي اندلعت في السابع عشر من فبراير عام 2011 .

ثورة التضحيات عمدها شباب ليبيا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية الاحتفال بهذه الثورة يعني الاحتفاء بالقيم والمعاني التي بذل الليبيون دمائهم من اجلها مثل العدالة والحرية والكرامة ووحدة الوطن وصيانة ترابه وسيادته وانتصرت الثورة وتحقق للشعب مطلبه في الحرية لكن الثمن كان غالياً قدر حجم الوطن وعشق الحرية .

ايها السادة

الديمقراطية هي الخيار الذي ارتضاه الشعب الليبي لبناء دولته وتحقيق احلامه وتطلعاته وقدم في سبيل ذلك كواكب الشهداء لكننا لم نزل نواجه من التحديات نواجه الارهاب وتشدد المتطرفين الذين يرفضون الاحتكام الى الشرعية ويسفهون خيارات الشعب ويختلقون الذرائع والحُجج الواهية حينما فسروا مواقفهم وقدراتهم على صناعة القرار الذي ُيرضي اهوائهم لغرض منهج غريب عن الدين الاسلامي الحنيف وشريعته الوسطية السمحاء فعمدوا الى سُبل الارهاب واعمال الدمار والتخريب وتسببوا في تهجير ونزوح الالاف وعطلوا مرافق الدولة ومؤسساتها وحالوا دون تقديم الخدمات للناس واهدروا المال العام وتفاخروا بتدمير مقدرات الشعب ، انها شدة ولكنها حتما ستزول وستبقى مُدننا شامخة عصية تصنع الامن بفعل جهود عقلاء وحكماء الوطن وتلاحمهم مع جيشنا البطل وشبابنا الشجعان في بنغازي والكفرة وفي غرب ليبيا وجنوبها وفي كل مكان .

سيعود الامن ولنعمل معاً في مرحلة الاعمار ولنتعاون لتوحيد الجهود وكلاً في ميدان عمله هو جندي في معركة البناء وخدمة ليبيا التي هي الان احوج ما تكون الى جهود المُخلصين ، ليبيا تناديكم فلبوا النداء والمشاركة وتعاونوا معاً في تحمل المسئولية .

أننا ندعوا للحوار والمصالحة ولم الشمل وتغليب مصلحة الوطن وحقن دماء الاشقاء ونبذ الفرقة والاختلاف ومخاطر التجزئة والتقسيم وندعو للتعقل واعمال الحكمة والتنازل عن المصالح الشخصية من اجل الوطن ، لن تذهب دماء الشهداء هباءً ولن تتحول ليبيا الى مكان للإرهاب والتطرف لن يصلوا الى مسعاهم فالعالم كله في مواجهتهم يعمل على محاربتهم ولن نسمح لهم بضرب وحدتنا والنيل من لُحمتنا الوطنية .

ايها السادة

ان الاحتفال بهذه الذكرى هو ايضاً رفض ونبذ لمعاني الظلم والقهر والجور والاستبداد والتدخل في شؤوننا التي تتعلق بسيادتنا ، وعلى الليبيين الاستفادة من التجربة المريرة التي عاشوها ويخلصوا النية الى النتيجة الوحيدة وهي انه ليس امامهم سوى التعايش السلمي وقبول الاخر والابتعاد عن العنف والارهاب وعلى الليبيين نبذ السلبية والاتكالية ولينظر كل منا الى ما يمكن ان يقدمه من اجل الوطن ومن اجل ابنائنا واحفادنا ومستقبلهم والتخلي عن الانانية ، داء المجتمع وعدوه الاول والانتباه للذين يخلقون الازمات ويعطلون عمل المؤسسات لأغراض شخصية دونما نظر لما تمر به البلاد من مؤامرات خارجية .

وبهذه المناسبة ادعوا جميع ابناء ليبيا الى تناسي الماضي والعمل الجاد ووضع مصلحة البلاد نُصب اعينهم ان ليبيا لن تنهض الا بكم جميعاً ، دعمكم لها يكون بإرساء قيم التسامح والمحبة والدفع باتجاه مصالحة وطنية شاملة لنعيش سوياً في امن ورخاء وادعوكم الى الصبر وعدم اليأس ونؤكد مُضينا في المسار الديمقراطي الذي ارتضاه الشعب وتأمين البلاد عبر تطوير وتحديث مؤسستي الجيش والشرطة والنهوض باقتصادنا الوطني والارتقاء بمستوى الخدمات وعازمون على السير بالبلاد في طريق التنمية وبناء دولة القانون والمؤسسات ، دولة تسودها الحرية والعدالة وتحفظ حقوق وكرامة المواطن ، وكما قال احد رموز ثورة 17 فبراير الشهيد /    عبدالسلام المسماري رحمه الله  ( لابد من ليبيا وان طال النضال ) .

وسترون في القريب تشكيل حكومة وفاق وطني ترضي الجميع بأذن الله تعالى

كل عام وانتم بخير وليبيا الغالية بألف خير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                                                                                   المستشار / عقيلة صالح عيسى

                                                                                                                   رئيس مجلس النواب الليبي

شاهد أيضاً

رئيس ديوان مجلس النواب يتقدم بالتعزية لمقرر المجلس في وفاة والدته

اترك رد