بيان فخامة رئيس مجلس النواب

طبرق : السبت 19 ديسمبر 2015م

 

ألقى فخامة رئيس مجلس النواب المستشار “عقيلة صالح” بياناً مساء اليوم الجمعة جاء نصه على النحو التالي:

 

“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، لقد أكرمنا سبحانه وتعالى وشرفنا شعبنا الليبي العظيم أن منحنا ثقته وحملنا مسؤولية أمانة جسيمة وهى أمانة الحرص على حقوقه و ثوابته، أهمها على الاطلاق، حياة و دماء الليبيين وأمنهم وسعادتهم.

 

وكان لزاما علينا أن نعمل كل ما من شأنه حتى نكون في مستوى هذه الثقة وهذه الأمانة، ومن هذا المنطلق لم ندخر جهدا ولم نفرط في اغتنام أي فرصة متاحة لكي يقف نزيف الدماء الزكية الطاهرة ولكي تنتهي الآلام والأحزان وعذاب الآباء والأمهات والأبناء ولوعة الإخوة والأخوات، الذين فقدوا أحبابهم قتلاً وإعاقةً وتغييبا ولأجل أن نمنع تشظي ليبيا الغالية.

 

إن الالتزام بالأمانة التي حملتمونا إياها أيها الشعب العظيم، هي ما يحتم علينا أن نسعى بكل وسيلة ونقطع البحار بل والمحيطات ونجتمع مع كل المعنيين من أجل أن نصل إلى تحقيق هذه الغايات، إيماننا راسخاً أن الصيغة الأفضل للوصول إلى هذه المقاصد، هو “الحوار الليبي الليبي”، ذلك لثقتنا أنه برغم اختلافنا في بعض الرؤى والتوجهات السياسية و الفكرية إلا أن القواسم المشتركة لا حصر لها وأهمها على الاطلاق حبنا لليبيا و الليبيين وحرصنا أن تصان الحقوق وتحترم الثوابت الدينية و الاجتماعية , يضمن هذا أننا ليبيون ومن المحزن والمؤسف ألا يستفاد من هذه المكنة والميزة التي قيظها لنا الله عز وجل , فلا ضير أن يجلس الفرقاء الليبيون على طاولة واحدة بمنأى عن أي مؤثرات خارجية سوى مصلحة ليبيا والليبيون ولنا في رسول الله صلى الله علية وسلم خير قدوة في تجسيد الأوامر الربانية التي تحثنا على التآخي وإصلاح ذات البين وصون الأرواح وحفظ الحقوق والأملاك ولهذا فأنه من الغريب بل ومن المريب ما نسمع من أن البعض الذى لا يروق له أن يلتقي الليبيون المسلمون معاً لفض النزاعات الدامية التي احتدمت بينهم بفعل الجهل بأوامر الله ونواهيه وبفعل الانصياع للأطماع الدنيوية الرخيصة.

 

وفى الوقت الذى نرحب فيه بالدور الدولي النزيه والشريف كعامل مساعد في تنشيط تفاعل “الحوار الليبي الليبي”، إلا إننا لا نقبل أن تفرض علينا الحلول المعدة سلفا وإن تم توريدها من قبل الليبيين، ذلك لأنها لن يكتب لها النجاح، فإن الليبيين وانطلاقاً من كرامتهم وإرثهم المجيد لن يرضوا بهذه الصيغة لفرض حكومة تتعارض تماماً مع كرامة الوطن وشاب تكوينها طائفة من المثالب القانونية ولم يكتب لها أن تكون نتاج “حوار ليبي ليبي”.

 

 

 

ولهذا؛ فأننا نطلب من المجموعة الدولية المعنية بالشأن الليبي، أن تدعم مساعي الليبيين الحثيثة والصادقة في الحوار المباشر والذي استهل باللقاء بين رئيس مجلس النواب ورئيس المؤتمر الوطني والمؤمل أن يفضى إلى جملة من الإجراءات التنفيذية التي من شأنها بين الفريقين وفي فترة زمنية محدودة خصوصاً وإن هذه المبادرة حازت على رضا واستحسان الليبيين والذين عبر الكثير منهم عن ذلك في صورة مظاهرات تأييداً لهذه المبادرة.

 

أيها الشعب الليبي العظيم، لقد آن الأوان أن تندمل جراح بنغازي العصية الغالية وسرت الحبيبة ودرنة العزيزة، آن الأوان أن نعزز كل ما بيننا من قواسم وتوافق وأن نعذر بعضنا في كل ما نختلف فيه وأن نتعلم من تجربتنا المؤلمة والحزينة كل الدروس والعبر والتي بأذن الله ستقينا من تكرار المأساة التي عانى ويلاتها وطننا طول سنوات مريرة ولنعمل معاً دون هدر لمزيد من الوقت والجهد على بناء وطن مؤسس على محبة ليبيا والليبيين وطن يليق بتضحيات الأجداد والآباء والأبناء .

 

وطن سينعم فيه بالحقوق جميع الليبيين وسينال فيه كل ذي حق حقه، غير منقوص وفقاً للقوانين والتشريعات الملتصقة مع شريعتنا الإسلامية الغراء السمحاء، التي من مقاصدها الأولى صون الأرواح والأملاك, وطن ندرك فيه جميعاً حق الإدراك أن المحافظة على هذه الحقوق والثوابت هو واجب كل مواطن ليبي وهي في ذات الوقت المهمة الوطنية النبيلة والشجاعة التي تصدى لأدائها الرجال، أبطال جيشنا الوطني والمؤسسة الأمنية الذين ينبغي أن ننتهز كل سانحة للتعبير عن عظيم عرفاننا وتقديرنا لدورهم وتضحيتهم ونؤكد في ذات الوقت، أن جيشنا الوطني الذي يذود عن الوطن والمواطنين ويدفع إرهاب الإرهابين وإجرام الذين روعوا الآمنين هو مؤسسة عسكرية شرعية تحظى بمحبة واحترام عموم الليبيين وهم بمنأى عن التجاذبات السياسية والفكرية ويخضع بضرورة لثوابتنا الوطنية.

 

كما إننا نؤكد أن احترام شعبنا الليبي، تفضي يقيناً إلى عدم التهاون في الالتزام بخياراته الديمقراطية وعليه؛ فإن ما يتخذ من قرارات أو ما في حكمها باسم مجلس النواب خارج قبة البرلمان، لا يكون دستورياً ولا قانونياً.

 

وبهذه المناسبة أدعو السادة النواب لحضور الجلسات، ليتخذوا قراراتهم من داخل قبة المجلس.

 

ندعو الله عز وجل، أن يهدينا إلى سواء السبيل وأن يمن علينا برحمته وكرمه ولطفه .”

شاهد أيضاً

أعضاء مجلس النواب الأعضاء في البرلمان العربي يشاركون في أعمال الجلسة العامة للبرلمان العربي

القاهرة : الاحد 21 أبريل 2024.م شارك السادة أعضاء مجلس النواب الأعضاء في البرلمان العربي …

اترك رد